|
|
بيان صحفي صادر عن الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان موقف الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان بشأن الجدال المتعلق بالرسوم التي نشرتها الصحيفة الدنماركية غيلاندز بوستن الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان (EMHRN) -وهي شبكة إقليمية معنية بحقوق الإنسان مقرها في كوبنهاغن- تابعت بقلق كبير تطور قضية الرسوم التي تمثل النبي محمد في الصحيفة الدنماركية غيلاندز بوستن.[3] تعتقد الشبكة الأورو-متوسطية إن حرية التعبير تشكل أحد العناصر الرئيسية للمجتمعات التي تلتزم بالديمقراطية والتعددية والتسامح وسعة الأفق، استنادا إلى قيم حقوق الإنسان. ولا تنحصر حرية التعبير بالمعلومات والأفكار المرغوبة أو التي تعتبر غير مزعجة أو غير مهمة، بل تتعدى ذلك إلى المعلومات والأفكار التي تسبب الاستياء والصدمة أو تزعج الدول أو أي مجموعة من السكان. كما أن الأديان المختلفة غير مستثناة من هذه القاعدة. ومع ذلك، وكما أشارت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في مناسبات عديدة، فأن أي جهة تمارس حرية التعبير تتحمل كذلك مسؤوليات وواجبات تجاه حقوق الآخرين، ولا ينحصر ذلك بمحتوى التعبير، بل أيضا بالسياق المباشر والسياق السياسي والاجتماعي والثقافي الأوسع الذي تتم ضمنه ممارسة حرية التعبير. وفي هذا السياق، فإن نشر الرسومات التي تصور النبي محمد، والتي ظهرت أولا في الصحيفة الدنماركية غيلاندز بوستن ولاحقا في صحف أوروبية أخرى، يمكن أن تعتبر من قبل قسم كبير من العالم الإسلامي بوصفها اعتداءا غير مبرر. وكون الرسومات تلصق بعض الصفات بالإسلام، بما في ذلك وسم الإسلام بالإرهاب، فإن ذلك من شأنه تصعيد العنصرية وكراهية الأجانب التي يعاني منها السكان المسلمون في أوروبا. وعلاوة على ذلك، فإن هذا النوع من الرسومات يساهم في تشويه سمعة بلدان بأكملها وسكانها. كما تعبر الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان عن انشغالها العميق جراء الطريقة التي تطورت بها قضية الرسومات في عدة أجزاء من العالم العربي. وتشجب بقوة كافة التصرفات العنيفة التي حدثت خلال الأيام الأخيرة والتي تشكل اعتداءا على الحق بالتعبير عن الرأي بصفة سلمية. وترغب الشبكة أن تؤكد على حدوث انتهاكات منتظمة في معظم البلدان المعنية للحق بحرية التعبير، والتجمع، والانتماء للأحزاب، أو ممارسة المعتقدات بحرية. تعتقد الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان أن الحوار الذي يتميز بسعة الأفق، والحساسية، والشفافية بين الأطراف المعنية، هو أفضل سبيل لتجنب التضليل وسوء الفهم وجرح مشاعر الآخرين. الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان تعارض بشدة أي محاولات من قبل الأنظمة أو الجماعات المتطرفة في الشمال والجنوب لاستغلال مشاعر العديد من الناس بهدف خلق حواجز ومصادمات، غير موجودة أصلا، بين الناس. كما تعارض المحاولات في أوروبا والمنطقة العربية لوصف الوضع الحالي على أنه مصادمات ثقافية بين الشعوب. ترغب الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان بالتذكير بالالتزامات العديد من الدول المعنية بالقضية باحترام حرية التعبير وحرية الاعتقاد والضمير والمعتقد الديني، وذلك بصفة فردية أو بالاشتراك مع آخرين من المجموعة ذاتها، ودون أي تمييز استنادا إلى العرق أو الأصل القومي أو اللغة أو الدين أو الجنس؛ وكذلك الالتزام بنشر التسامح بين المجموعات المختلفة في المجتمع ومكافحة مظاهر التعصب والعنصرية وكراهية الأجانب (قارن مع إعلان برشلونة الصادر في 27-28 تشرين الثاني/نوفمبر 1995، والذي أعاد رؤساء الدول إقراره في برشلونة في تشرين الثاني/نوفمبر 2005). تعتقد الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان أن أكثرية الشعوب في المنطقة الأورو-متوسطية تطمح إلى تحقيق هذه القيم وإلى العيش بكرامة مع احترام حقوق الناس الآخرين ومعتقداتهم. لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـِ: مارك شايد-بولسين المدير التنفيذي للشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان msp@euromedrights.net هاتف: +45 32 64 17 10 Torna indietro |
|
|